منتديات فريندز كول
صور جمالية ... تأمل  Ums14243
منتديات فريندز كول
صور جمالية ... تأمل  Ums14243
منتديات فريندز كول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالتسجيلدخولالبوابةأحدث الصور
Cool Blue Outer
Glow Pointer
تصويت
ما رأيك فى المنتدى
 ممتاز جدا
 ممتاز
 جيد جدا
 جيد
 سئ
 سئ جدا
استعرض النتائج
انت الزائر رقم

.: انت الزائر رقم :.

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات فريندز كول على موقع حفض الصفحات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» لعيونه
صور جمالية ... تأمل  I_icon_minitimeالأحد يوليو 14, 2013 3:48 am من طرف SWEETYLOVE

» منتديات عالم الاشهار www.pubworld.yoo7.com
صور جمالية ... تأمل  I_icon_minitimeالأحد يوليو 29, 2012 1:50 pm من طرف SWEETYLOVE

» لمادا رفض موضوعي
صور جمالية ... تأمل  I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 18, 2012 1:19 pm من طرف SWEETYLOVE

» طلب ستايل
صور جمالية ... تأمل  I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 17, 2012 8:52 pm من طرف SWEETYLOVE

» تعديل على واجهه
صور جمالية ... تأمل  I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 17, 2012 8:46 pm من طرف SWEETYLOVE

» طلب استايل
صور جمالية ... تأمل  I_icon_minitimeالإثنين يوليو 16, 2012 2:28 pm من طرف SWEETYLOVE

» اكبر مجموعة نكت
صور جمالية ... تأمل  I_icon_minitimeالأحد يوليو 15, 2012 10:51 pm من طرف SWEETYLOVE

» قانون عام لطلبات الاستيلات الكاملة ( احترافية )
صور جمالية ... تأمل  I_icon_minitimeالأحد يوليو 15, 2012 12:18 pm من طرف SWEETYLOVE

» ريشة تكتب !!!
صور جمالية ... تأمل  I_icon_minitimeالأحد يوليو 15, 2012 11:52 am من طرف SWEETYLOVE

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 فاتحي مواضيع
SWEETYLOVE
صور جمالية ... تأمل  Vote_rcap1صور جمالية ... تأمل  Voting_bar1صور جمالية ... تأمل  Vote_lcap1 
ربيعو
صور جمالية ... تأمل  Vote_rcap1صور جمالية ... تأمل  Voting_bar1صور جمالية ... تأمل  Vote_lcap1 
جميلة
صور جمالية ... تأمل  Vote_rcap1صور جمالية ... تأمل  Voting_bar1صور جمالية ... تأمل  Vote_lcap1 
انور الصالح
صور جمالية ... تأمل  Vote_rcap1صور جمالية ... تأمل  Voting_bar1صور جمالية ... تأمل  Vote_lcap1 
^باقة زهور^
صور جمالية ... تأمل  Vote_rcap1صور جمالية ... تأمل  Voting_bar1صور جمالية ... تأمل  Vote_lcap1 
احمد العبيدي
صور جمالية ... تأمل  Vote_rcap1صور جمالية ... تأمل  Voting_bar1صور جمالية ... تأمل  Vote_lcap1 
elhabib89
صور جمالية ... تأمل  Vote_rcap1صور جمالية ... تأمل  Voting_bar1صور جمالية ... تأمل  Vote_lcap1 
النسر الذهبى
صور جمالية ... تأمل  Vote_rcap1صور جمالية ... تأمل  Voting_bar1صور جمالية ... تأمل  Vote_lcap1 
احمد الكرادي
صور جمالية ... تأمل  Vote_rcap1صور جمالية ... تأمل  Voting_bar1صور جمالية ... تأمل  Vote_lcap1 
mezoOo
صور جمالية ... تأمل  Vote_rcap1صور جمالية ... تأمل  Voting_bar1صور جمالية ... تأمل  Vote_lcap1 
المواضيع الأكثر شعبية
قصة للكبار فقط
تحميل برنامج DIRECTX 12
TeKKEN 5 For PC
Autodesk 3ds Max Design 2013 X32,X64&Autodesk 3dsMax 2013 32 & 64 Bit
برنامج Nero 8 تثبيت صامت
خلفيات مائية لأحلى شاشه
صور سلينا جوميز - على منتديات فريندز كول
صور جاستن بيبر - على منتديات فريندز كول
برنامج open canvas 4.5 لرسم الانمي كامل السيريال
مسلسل العار الحلقة 15
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 135 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو essam saad فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 2464 مساهمة في هذا المنتدى في 714 موضوع

 

 صور جمالية ... تأمل

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
احمد العبيدي
عضو جديد
عضو جديد



البلد : العراق

نوع المتصفح : firefox

مزاجى : مستمتع

الهواية : الرياضة

المهنة : طالب
الساعة :
ذكر الحمل الماعز
عدد المساهمات : 22
نقاط : 21376400
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 29/03/1991
تاريخ التسجيل : 14/07/2012
العمر : 32

صور جمالية ... تأمل  Empty
مُساهمةموضوع: صور جمالية ... تأمل    صور جمالية ... تأمل  I_icon_minitimeالسبت يوليو 14, 2012 3:30 pm

للتأمل وزيادة الايمان

صور جمالية ... تأمل

{قُلْ
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا
وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ
تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)} سورة آل عمران


{وَهُوَ
الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ
كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ
النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي
الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ
وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ
وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)}سورة الرعد


يحثنا مطلع هذه
الآيات الكريمات على التفكر في خلق الله ... الأنهار ... الجبال ... الثمار
التي تأكلها والناتجة عن تلقيح الزهرة المذكرة للمؤنثة في الحالات
الطبيعية .... وسواد الليل على النهار وتلبيس إياه ثوب الظلمة ....

هل تأملت أن في الأرض الواحدة منها الصالح للإنبات ومنها غير الصالح ؟ وقد يكن متجاورات برغم ذلك !

والجنات
البديعة التي خلقها الله تعالى من الأعناب والنخيل والزروع المختلفة فقد
ترى نخلة وحيدة منفردة وقد ترى عدة نخلات مجتمعات من أصل واحد ..... وسبحان
الله العظيم فبرغم تعدد الأنواع والألوان والأجناس والمذاق .... إلا أنه
ماء واحد الذي يسقى به .... ولم يتحدث هنا الخلاق العليم أنه غذاء واحد
يتغذى به النبات إذ أن الإحتياجات الغذائية تختلف من نبات لآخر .... فسبحان
الله البديع ... ما أن تقرأ كلماته حتى تُستحضَر الصورة الحية أمامك لما
ذكر .... سبحانه خلق الكون من حولنا لنتأمل ونتفكر فيه .... فسبحانه بديع
السماوات والأرض .. خالق كل شئ ومليكه ...!








{أَنْزَلَ
مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ
السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ
ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ
اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً
وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ
يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)} سورة الرعد

وهنا يضرب الله لنا
مثلًا جميلًا ... حيث أنه عندما تهطل الأمطار والسيول في الأودية فإن كل
واد مقدر له كم معين من الماء فعند اختلاطه بالتربة فإنه يحمل معه زبدًا
يذهب في جنبات الأودية أو يضمحل ويفنى حاله كحال الزبد الذي ينتج عن صهر
المعادن فلا ينفع ولا ينتفع به كذلك هو حال القلوب فمنها من يتسع قلبه
للإيمان الحق كحال الوادي بالنسبة للماء ومنها مالا يتسع وكل على قدره
..... فأما الذي يبقى وينتفع به الناس فهو الإيمان الحق وأما الزبد فهو
الباطل يهلك ويفنى إذا جاءه الحق بينما يبقى موجودًا في حالة غياب الحق
والإيمان ... فإذا نظرت وتحدث إليك رجلين أحدها على حق والآخر على باطل فإن
صاحب الحق فقط هو الذي يطغى أثره ويمكث كلامه في قلبك ... وأما الآخر
فمهما زين من الحديث وجمله لك وغلف لك الباطل فإن الحق هو الذي سيبقى ويطغى
.... وهو في النهاية صاحب الأثر الأقوى عليك مهما حاولت إخفاء ذلك ومهما
حاول صاحب الباطل بكل السبل معك .... فالحق المنتصر والنافذ إلى قلبك في
النهاية حتى وإن لم تعترف به ..



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَعِنْدَهُ
مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا
حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ
مُبِينٍ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سورة الأنعام

تخيل
.... هناك من يسرق في الخفاء ويخشى أعين الناس وهناك من يقتل في الخفاء
ويخشى أن يعرف الناس وهناك من يكذب ويخشى أن يكشفه الناس ... ولكن كيف خفي
عنه أن من يراه أقوى من الناس جميعًا ؟!
الله عز وجل هو العليم الخبير
يعلم ما تخفي نفسك وما تجهر به ويعلم خائنة الأعين وعنده مفاتح الغيب التي
لا يعلمها إلا هو كبأي أرض سنموت نحن ؟ ومتى قيام الساعة ؟ وماذا سنكسب
غدًا ؟
والذي يستمر من الأجنة في الأرحام من الهالك ؟ ووقت مجئ المطر بالتحديد ؟

ويعلم
ما هو في البحار من أنواع وكائنات وأحياء وعوالم مختلفة ... وما على البر
من كائنات ودواب وجماد وخير وشر حتى وإن سقطت ورقة شجر من مكانها في
الغابات أو الصحاري في المدينة أو القرية فإن الله عليم خبير بها ...
فمابالك بأوراق أشجار الكرة الأرضية كلها ؟! حتى الحبة الموجودة على أعماق
سحيقة من سطح الأرض فإنه عنده علم بها فما بالك بكل الحبوب التي في ظلمات
الأرض ..... كذلك ما من رطب ولا يابس إلا عنده في كتاب معلوم .... !!

فكيف بعد إحاطة علمه بك وبكل ما هو حولك تجترأ نفسك على الوقوع في المعصية .... ؟!

وإذا كان كل شئ عنده في كتاب معلوم فهل تستبعد أن تكون خطاياك أيضًا بمواعيد حدوثها وفي أوقاتها مدونة عنده أيضًا في كتاب معلوم ؟!

فهل تتوقع أن يراك تسرق ويكون سعيدًا بك ؟؟!!

هل تتوقع أن يراك تكذب ويكون سعيدًا بك ؟!!

هل تتوقع أن يراك تسخر من الناس وتسبهم ويكون سعيدًا بك ؟؟!!!

قد يكون يحبك ..... ولكن هل من يحب شخص يساعده على الخطأ بسكوته أم أنه يحاسبه عليه لأنه يريد أن يدفعه للأمام ويسمو بأخلاقه ؟!!!


فكر
بمبدأ تحمل كل إنسان لخطأه .... فكر في مبدأ الثواب والعقاب ..... فكر في
مبدأ اقرارك بذنبك أنت تجاه خالقك وفكر بمغفرته لك ورحمته لك من ذنبك أنت
.... !!

فحتمًا سيدفعك ذلك إلى الأفضل .. تأمل !

إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [ سورة الإنسان - الآية 3 ]

وحدات
الوراثة الحاملة للصفات المميزة لجنس الإنسان أولا ولصفات الجنين العائلية
أخيرا وإليها يعزى سير النطفة الإنسانية في رحلتها لتكوين جنين إنسان لا
جنين أي حيوان آخر كما تعزى إليها وراثة الصفات الخاصة في الأسرة ولعلها هي
هذه الأمشاج المختلطة من وراثات شتى خلقته يد القدرة هكذا من نطفة أمشاج
لا عبثا ولا جزافا ولا تسلية ولكنه خلق ليبتلي ويمتحن ويختبر والله سبحانه
يعلم ما هو وما اختباره وما ثمرة اختباره ولكن المراد أن يظهر ذلك على مسرح
الوجود وأن تترتب عليه آثاره المقدرة في كيان الوجود وأن تتبعه آثاره
المقدرة ويجزى وفق ما يظهر من نتائج ابتلائه ومن ثم جعله سميعا بصيرا أي
زوده بوسائل الإدراك ليستطيع التلقي والاستجابة وليدرك الأشياء والقيم
ويحكم عليها ويختار ويجتاز الابتلاء وفق ما يختار وإذن فإن إرادة الله في
امتداد هذا الجنس وتكرر أفراده بالوسيلة التي قدرها وهي خلقته من نطفة
أمشاج كانت وراءها حكمة وكان وراءها قصد ولم تكن فلتة كان وراءها ابتلاء
هذا الكائن واختباره ومن ثم وهب الاستعداد للتلقي والاستجابة والمعرفة
والاختبار وكان كل شيء في خلقه وتزويده بالمدارك وابتلائه في الحياة بمقدار
ثم زوده إلى جانب المعرفة بالقدرة على اختيار الطريق وبين له الطريق
الواصل ثم تركه ليختاره أو ليضل ويشرد فيما وراءه من طرق لا تؤدي إلى الله
إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا وعبر عن الهدى بالشكر لأن الشكر
أقرب خاطر يرد على قلب المهتدي بعد إذ يعلم أنه لم يكن شيئا مذكورا فأراد
ربه له أن يكون شيئا مذكورا ووهب له السمع والبصر وزوده بالقدرة على
المعرفة ثم هداه السبيل وتركه يختار الشكر هو الخاطر الأول الذي يرد على
القلب المؤمن في هذه المناسبة فإذا لم يشكر فهو الكفور بهذه الصيغة الموغلة
في الدلالة على الكفران ويشعر الإنسان بجدية الأمر ودقته بعد هذه اللمسات
الثلاث ويدرك أنه مخلوق لغاية وانه مشدود إلى محور وأنه مزود بالمعرفة
فمحاسب عليها وأنه هنا ليبتلى ويجتاز الابتلاء فهو في فترة امتحان يقضيها
على الأرض لا في فترة لعب ولهو وإهمال ويخرج من هذه الآيات الثلاث القصار
بذلك الرصيد من التأملات الرفيقة العميقة كما يخرج منها مثقل الظهر بالتبعة
والجد والوقار في تصور هذه الحياة وفي الشعور بما وراءها من نتائج
الابتلاء وتغير هذه الآيات الثلاث القصار من نظرته إلى غاية وجوده ومن
شعوره بحقيقة وجوده ومن أخذه للحياة وقيمها بوجه عام الدرس الثاني من صفات
الأبرار وصور من نعيم الجنة لهم ومن ثم يأخذ في عرض ما ينتظر الإنسان بعد
الابتلاء واختياره طريق الشكر أو طريق الكفران فأما ما ينتظر الكافرين
فيجمله إجمالا لأن ظل السورة هو ظل الرخاء الظاهر في الصورة والإيقاع وظل
الهتاف المغري بالنعيم المريح فأما العذاب فيشير إليه في إجمال إنا أعتدنا
للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا سلاسل للأقدام وأغلالا للأيدي ونارا تتسعر
يلقى فيها بالمسلسلين المغلولين ثم يسارع السياق إلى رخاء النعيم

{وَأَوْحَى
رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ
الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ
فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ
مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً
لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)} سورة النحل





عند التمعن فى هاتين الآيتين الكريمتين يتضح تطابق كل كلمة فيهما، بل كل حرف، مع المعلومات التى لم تعرف عن النحل إلا حديثا.



( وأوحى ربك إلى النحل ) :

لم يذكر فى القرآن الكريم وحى الله منسوبا إلى ربك إلا مـرتين فقط :

(1) إلى الأرض يوم القيامة (بأن ربك أوحى لها)

(2)
إلى النحل فى هذه الآية التى يفهم منها أن فيها مقارنة معنوية دقيقة بين
العقل الذى خلقه الله للإنسان وبين الفطرة التى خلق النحل عليها لتأدية
الأعمال التى كلفة بها،

إذ أن النحل هو الكائن الوحيد (بعد الإنسان)
الذى يمكنه أن يحيط مجتمعه علما بالأماكن البعيدة مثل مواقع السكن الذى
يبحث عنه، أو الغذاء الذى يجمعه بدون أن يصحب آيا من أفراد أسرته ( كما
تفعل سائر الحيوانات الأخرى)، وليس عن طريق الكلام كما يفعل الإنسان، ولكن
بلغة حركية ذات قدرة فائقة على تحديد المسافات والاتجاهات يؤديها بطريقة
تلقائية روتينية فطرية موروثة (أى بناء على وحى الله له) بدقة لا تقارن إلا
بتقنيات أحدث الأجهزة التى اخترعها الإنسان، مثل الأجهزة الإلكترونية
والحاسبات الآلية والرادار والأجهزة الموجهة للقذائف والأجهزة الفلكية
وأجهزة الموجات فوق الصوتية... وربما غيرها مما سيخترع فى المستقبل القريب
أو البعيد.




( أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ) :

جاء
وحى الله للنحل أن يبنى بيوته فى مواقع لا تصلح لسكنى أى كائن آخر، فهو
إما أن يبنى أقراصه الشمعية فى العراء معلقة تحت صخور الجبال أو فروع
الأشجار... أو فى جحور واسعة ناتجة عن العوامل الطبيعية ومداخلها صغيرة
ضيقة لا يمكن أن يراها بعيونه ولكنه يتمكن من تمييزها بواسطة الموجات فوق
الصوتية التى تصدر منها، وهى قدرة لا تتوفر للإنسان إلا باستخدام أجهزة
خاصة.

وجاء عند اختيار المسكن حرف "من" التى تعنى التبعيض
أوالتحديد، إذ أن من النحل نوعين يتخذان البيوت داخل الجحور ذات المواصفات
المذكورة ونوعين آخرين تكون بيوتها معلقة فى أماكن خاصة مناسبة لحياتها فى
العراء.

وجاء تسلسل الاختيار بدءا بالجبال التى هى الأكبر حجما
والأسبق فى الوجود وتليها الأشجار التى ظهرت بعد ذلك ثم ما يعرش الإنسان
سواء كان مصنوعا من أحجار وطمى الجبال أو من أخشاب الأشجار.

وقد جاء
الكلام عن النحل مؤنثا فى هذه الجملة وما بعدها لأن ما يقوم بجميع هذه
الأعمال فى طائفة النحل هى الشغالات (وهى إناث عقيمة)، فهى التى تختار
المسكن عند التطريد، وهى التى تجمع الغذاء وهى التى تخرج من بطونها المواد
الشافية للناس، بل هى التى تقوم بجميع الأعمال داخل الخلية وخارجها، وهذه
الحقيقة لم تعرف إلا حديثا، أما الذكور والملكات فلا تقوم إلا بالتكاثر.





( ثم كلى من كل الثمرات ) :

إن
بدء هذه الجملة بحرف العطف (ثم) يعنى الترتيب مع التراخى، أى الترتيب مع
التأجيل وهذا ينطبق تماما مع ما يحدث فعلا وما لم يعرف إلا منذ زمن قصير،
إذ أن النحل حين يخرج من مسكنه قاصدا عشا جديدا (فيما يسعى بظاهرة التطريد)
يكون مالئا بطنه بكمية كبيرة من العسل، قد تفوق وزن جسمه استعدادا للرحلة
المجهولة، وبعد عثوره على المسكن لايمكنه أن يأكل و أن يبحث عن الغذاء إذ
يكون متخما بالعسل، ولا يستطيع التخلص من هذا العسل إلا بعد أن يحول جزءا
منه إلى شمع يبنى به أقراصه ذات العيون السداسية، فيفرغ فيها ما يبقى فى
جوفه من عسل وبعد ذلك يبدأ فى البحث عن الغذاء، ولذلك لم يعبر عنها بأى من
حر فى العطف الآخرين "الواو" أو " الفاء"، فسبحان الله القادر العليم.

وعند
التعمق فى جملة "ثم كلى من كل الثمرات، يتضح أنها تتضمن مصدر المادة
العلاجية الفعالة فيما يخرج من بطون النحل، إذ أن النحل، لا يأكل من كل
الثمرات حلوها ومرها لتتحول فى أجوافه إلى عسل حلو كما كان الاعتقاد سائدا
فى التفسيرات المعروفة، فالنحل لا يقترب من الثمار المرة أو الصلدة، بل لا
يتمكن من أن يأكل من الثمار الحلوة إذا كانت سليمة صحيحة لأنه لا يستطيع أن
يصيبها مهما كانت سليمة صحيحة لأنه لا يستطيع أن يصيبها مهما كانت ضعيفة
أو قشورها رقيقة ولكنه قد يتناول عصارة الثمار الحلوة إذا كانت مجروحة بفعل
إحدى الحشرات الضارة أو مفتوحة بسبب زيادة نضجها، وفى هذه الحالة ينتج
عسلا غير مستساغ الطعم.

أما الغذاء الطبيعى للنحل فيتكون من رحيق
الأزهار وحبوب لقاحها، فالرحيق يتحول إلى عسل وهو مصدر الطاقة لما يحتويه
من مواد سكرية، أما حبوب اللقاح فهى مصدر المكونات الحيوية الأخرى من
بروتينات وأحماض أمينية وفيتامينات وعناصر معدنية.

ويبدو أن الرحيق
وحده غير مقصود بهذه الجملة لأنه لا يوجد فى كل النباتات، إذ تخلو منه معظم
الأزهار التى تلقح بفعل الرياح، وكذ لك بعض الأزهار التى تلقح بواسطة
الحشرات أما حبوب اللقاح فيبحث النحل عنها ويجمعها سواء من الازهار التى
تلقح بواسطة الحشرات أو بواسطة الرياح، وحيث أن ثمرات جميع أنواع النباتات
تتكون نتيجة اندماج حبات اللقاح فى مبايض الازهار، فإن حبوب اللقاح تدخل فى
تركيب جميع أنواع الثمرات وعلى ذلك فيبدو أن حبوب اللقاح هى المقصودة فى
هذه الآية بالتعبير الوارد فيها ( ثم كلى من كل الثمرات) لأنها من مكونات
كل أنواع الثمرات، حيث يأكل النحل منها ولا يسبب أى نقص فيها بل يساعد على
إثمارها وزيادة إنتاجها.

والآية رقم من سورة الرعد تؤكد نفس التفسير
بأن حبوب اللقاح هى المقصودة بتعبير " كل الثمرات " بقوله سبحانه وتعالى:
(..... ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين…) (الرعد: 3)

أى أن
الثمرات التى تنتجها جميع أنواع النباتات يدخل فى تكوينها خلايا ذكرية
وأخرى أنثوية، فالخلية الذكرية هى حبة اللقاح والخلية الأنثوية هى بويضة
الزهرة... ومن دقة التعبير القرآنى المحكم فى آية النحل وفى هذه الآية
كذلك- حتى لا تدعا مجالا للشك من أنهما من عند الله العليم الخبير- إن سبق
(كل الثمرات) فيهما حرف "من " الذى يعنى الاستثناء لأن بعض أصناف الثمار لا
تحتوى على خلايا ذكرية مثل الموز والبرتقال بسره والعنب البناتى وغيرها من
الثمار عديمة البذور، وهى أصناف ظهرت كطفرات من الأنواع النباتية البذرية،
تتكون ثمارها بكريا بنمو مبيض الزهرة وحده، وهذه المعلومات لم تعرف إلا فى
العصر الحديث، ومع ذلك فقد وردت فى القرآن الكريم بأسلوب فيه إعجاز وإيجار
..

وقد تأكد أن حبوب اللقاح التى تبقى بكميات ضئيلة فى العسل بعد
تصفيته هى المصدر الرئيسى للمواد الفعالة فيه، علاوة على أن الغذاء الملكى
وسم النحل بما لهما من قيمة علاجية عالية لا يستطيع النحل إفرازهما بدون
التغذية على حبوب اللقاح، والغدد التى تحول المواد السكرية إلى شمع لا
تستطيع أن تفرزه إلا بعد أكل حبوب اللقاح، علاوة على أن الأنزيمات اللازمة
لتكوين كل المنتجات الشافية فى النحل نابعة من حبوب اللقاح.



( فاسلكى سبل ربك ذللا ) :

وجود
هذه الجملة فاصلة بين تغذية النحل على الثمرات وبين اخراجه للسوائل التى
تشفى الناس، جعلت معناها بعيدا عن التفسير الدارج بأن تسلك سبل الله
بالطيران فى جو السماء ولكنها أقرب إلى كونها سبلا ممهدة لإخراج السوائل
الشافية من بين النحل لاسيما وأنها تضمنت تعبير (سبل ربك) أى سبيل الذى خلق
النحل، وذلك فيه تحديد بأن هذا السبل مخصصة للنحل فقط ،لا يوجد مثلها فى
كائن سواه وهذا السبل يمكن أن تفسر بأحد معنيين المعنى الأول هو الطرق أى
الممرات التى تصل بين معدة النحل وبين الغدد المختلفة التى تقوم بتحويل
الغذاء إلى السوائل الشافية المتعددة والمعنى الثانى هو الطرق (جمع طريقة)
أى التقنينات التى علمها الله للنحل وذللها له وغرسها في فطرته، وأدخلها فى
غريزته لكى يحول غذاءه إلى أى من السوائل المختلفة الشافية للناس.

ومما
يؤكد صحة هذا التفسير أن الجملة التالية جاء ت بدون حرف عطف مما يعنى أن
الحدث الذى يتم فيها يكون ناتجا عن الفعل فى الجملة السابقة، أى أن الشراب
الخارج من بطون النحل يكون ناتجا عن سلوك سبل ربه.



( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ) :

لم
يذكر صراحة أن العسل- هو الذى يخرج من بطون النحل أو أنه هو الذى فيه شفاء
للناس ، لأن الله يخرج من بطون النحل سوائل أخرى مختلفة الألوان وفيها
شفاء للناس ولكنها لم تكن معروفة حين نزل القرآن علي سيد المرسلين فكأن هذه
الجملة الموجزة تتضمن المعنى الذى كان معروفا فى عهد الرسول صلى الله عليه
وسلم عن القيمة العلاجية للعسل والمعنى الذى لم يعرف إلا فى القرن العشرين
عن القيم العلاجية لكل من سم النحل والغذاء الملكى والشمع وحبوب اللقاح
والبروبوليس، وازدياد معرفة القيم الطبية للعسل يوما بعد يوم .

والمادتان
الأخيرتان (حبوب اللقاح والبروبوليس) لا تخرجان طبعا من بطون النحل إذ
يجمعهما من النباتات ويضيف إليهما بعضا من العسل أو الشمع ممزوجا باللعاب،
فتصبحان شافيتين للناس من بعض الأمراض، ولذلك لم يذكر أن ما يخرج من بطون
النحل شاف للناس بصفة عامة، إذ- قد لا يكون شافيا من أحد الأمراض إلا
بإضافته إلى مواد اخرى، مثل حبوب اللقاح أو الصموغ ( التى تسمى بعد ذلك
بروبوليس) فى الحالة المذكورة أو إلى المواد الطبية الأخرى مثل الحبة
السوداء. أو زيت الزيتون أو عصير البصل وغيرها فى حالات أخرى متعددة.

وكلمة
شراب التى جاءت فى هذه الآية مفسرة فى الكتب الدينية على أن العسل يشرب،
ولكننى أعتقد أن المقصود بها سوائل صالحة للشرب سواء كانت تشرب مباشرة وهى
سائلة أو بعد إسالتها أو إذابتها إذا كانت متجمدة كما يتجمد العسل فى فصل
الشتاء.. فلا يصلح حينئذ للشرب إلا بعد تعريضه للحرارة أو إذابته فى الماء
أو فى أحد المشروبات الأخرى وهذا ينطبق كذلك على منتجات النحل الأخرى كله
مثل الغذاء الملكى والشمع والسم.

وكما أن العسل حين استعماله
للتداوى (سواء فى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم أو قبل ذلك أثناء الحضارات
البشرية القديمة ) لم يستعمل فى هيئة شراب فقط، فقد اكتحل به ودهنت به
الجروح، واستخدم فى عمل العصائر وغيرها، وهذا ينطبق أيضا على منتجات النحل
الأخرى .



( إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون ) :

ختمت
آية النحل بأن إعجازها لن يظـهر إلا بالتعمق والتروى فى التفكير،إذ أنـها
تبـدو سهـلة وبسيطة إذا قرأناها قراءة سطحية، وتبدر ركيكة غير متناسقة وغير
واقعية إذا تمعنا فى تركيبها بنفس الفكرة الأولية التى كانت معروفة عن
النحل منذ بدء الخـليقة، ولكنها تتطابق تماما مـع المعلومات التى عرفت
حديثا عن النحل ولم تكن معروفة حين نزول القرآن على سيد المرسلين ، ويتضح
من ذلك أن فى هذه. الآية معجزة تدل على أنها من عند الله العليم بالإضافة
إلى الإلهام الذى وهبه سبحانه وتعالى للنحل لينتج لنا سوائل متعددة فيها
شفاء للناس .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
{لَقَدْ
أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ
وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ
فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ
يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)}
سورة الحديد
والآية الكريمة التي نحن بصددها تؤكد أن الحديد قد أنزل
إنزالا كما أنزلت جميع صور الوحي السماوي‏,‏ وأنه يمتاز ببأسه الشديد‏,‏
وبمنافعه العديدة للناس‏,‏ وهو من الأمور التي لم يصل العلم الإنساني إلي
إدراكها إلا في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين‏.‏

وهنا يبرز
التساؤل‏:‏ كيف أنزل الحديد؟ وما هو وجه المقارنة بين إنزال وحي السماء
وإنزال الحديد؟ ما هو بأسه الشديد؟ وما هي منافعه للناس؟ وقبل الإجابة علي
تلك الأسئلة لابد من استعراض سريع للدلالات اللغوية لبعض ألفاظ الآية
الكريمة‏,‏ وكذلك للمواضع التي ورد فيها ذكر‏(‏ الحديد‏)‏ في كتاب الله‏(‏
تعالي‏).‏





الدلالات اللغوية لبعض ألفاظ الآية الكريمة :
‏(‏النزول‏)‏
في الأصل هو هبوط من علو‏,‏ يقال في اللغة‏ : ‏ (نزل‏),(‏ ينزل‏)(‏
نزولا‏),‏ و‏(‏منزلا‏)‏ بمعني حل‏,‏ يحل‏,‏ حلولا‏;‏ والمنزل بفتح الميم
والزاي هو‏(‏ النزول‏)‏ وهو الحلول‏,‏ و‏(‏نزل‏)‏ عن دابته بمعني هبط من
عليها‏,‏ و‏(‏نزل‏)‏ في مكان كذا أي حط رحله فيه‏,‏ و‏(‏النزيل‏)‏ هو
الضيف‏.‏

ويقال‏:‏ (أنزله‏)‏ غيره بمعني أضافه أو هبط به‏;‏
و‏(‏استنزله‏)‏ بمعني‏(‏ نزله تنزيلا‏),‏ و‏(‏التنزيل‏)‏ ايضا هو القرآن
الكريم‏,‏ وهو‏(‏ الإنزال المفرق‏),‏ وهو الترتيب‏;‏ وعلي ذلك فإن الإنزال
أعم من التنزيل‏;‏ و‏(‏التنزل‏)‏ هو‏(‏ النزول في مهلة‏),‏ و‏(‏النزل‏)‏ هو
ما يهيأ‏(‏ للنزيل‏)‏ أي مايعد‏(‏ للنازل‏)‏ من المكان‏,‏ والفراش‏,‏
والزاد‏,‏ والجمع‏(‏ انزال‏);‏ وهو أيضا الحظ والريع‏,‏و‏(‏النزل‏)‏
بفتحتىن‏,‏ و‏(‏المنزل‏)‏ الدار والمنهل‏(‏ أي المورد الذي ينتهل منه لأن
به‏(‏ ماء‏)‏ أو هو عين ماء ترده الإبل في المراعي‏,‏ وتسمي المنازل التي
في المفاوز علي طرق‏(‏ السفار‏);‏ و‏(‏المنزلة‏)‏ مثله‏,‏ أو هي الرتبة أو
المرتبة‏;‏ و‏(‏المنزلة‏)‏ لاتجمع‏.‏

ويقال استنزل فلان‏(‏ بضم
التاء وكسر الزاي‏)‏ أي حط عن مرتبته‏,‏ و‏(‏المنزل‏)‏ بضم الميم وفتح
الزاي‏(‏ الإنزال‏),‏ نقول‏:'‏ رب أنزلني‏(‏ منزلا‏)‏ مباركا‏,‏ وأنت
خير‏(‏ المنزلين‏)*';‏ و‏(‏إنزال‏)‏ الله‏(‏ تعالي‏)‏ نعمه ونقمه علي الخلق
هو إعطاؤهم إياها‏,‏ وقال المفسرون في قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏): (‏
ولقد رآه نزلة أخري‏)‏ إن‏(‏ نزلة‏)‏ هنا تعني مرة أخري‏.‏

وفي
قوله‏(‏ تعالي‏)'‏ جنات الفردوس نزلا‏'‏ قال الأخفش‏:‏ هو من‏(‏ نزول‏)‏
الناس بعضهم علي بعض‏,‏ يقال‏:‏ ماوجدنا عندك نزلا‏;‏ و‏(‏النازلة‏):‏
الشديدة من شدائد الدهر تنزل بالناس‏,‏ وجمعها‏(‏ نوازل‏);‏ و‏(‏النزال‏)‏
في الحرب‏(‏ المنازلة‏);‏ و‏(‏النزلة هي الزكمة من الزكام‏,‏ يقال به‏(‏
نزلة‏),‏ وقد نزل بضم النون‏.‏




الحديد في القرآن الكريم :
ورد ذكر الحديد في كتاب الله‏(‏ تعالي‏)‏ في ست آيات متفرقات علي النحو التالي‏:‏

‏(1)‏ قل كونوا حجارة أو حديدا‏*‏ ‏(‏ الإسراء‏:50)‏

‏(2)‏ آتوني زبر الحديد‏.....*(‏ الكهف‏:96)‏

‏(3)‏ ولهم مقامع من حديد‏*(‏ الحج‏:21)‏

‏(4):..‏ وألنا له الحديد‏*(‏ سبأ‏:10)‏

‏(5)‏ لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد‏*.(‏ ق‏:22)‏

‏(6)..‏وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس‏..*(‏ الحديد‏:25)‏

وكلها
تشير إلي عنصرالحديد ماعدا آية سورة ق والتي جاءت لفظة‏(‏ حديد‏)‏ فيها في
مقام التشبيه للبصر بمعني أنه نافذ قوي يبصر به ما كان خفيا عنه في
الدنيا‏.‏




شروح المفسرين للآية الكريمة :
ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ في تفسير قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس‏*.‏

أي
وجعلنا الحديد رادعا لمن أبي الحق وعانده بعد قيام الحجة عليه‏,‏ ولهذا
أقام رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة
توحي إليه السور المكية‏,‏ وكلها جدال مع المشركين‏,‏ وبيان وإيضاح
للتوحيد‏,‏ وبيناته ودلالاته‏,‏ فلما قامت الحجة علي من خالف‏,‏ شرع الله
الهجرة‏,‏ وأمرهم بالقتال بالسيوف وضرب الرقاب‏,‏ وقد روي الإمام أحمد‏,‏
عن ابن عمر قال‏..‏ قال رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بعثت بالسيف
بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له‏,‏ وجعل رزقي تحت ظل رمحي‏,‏
وجعل الذلة والصغار علي من خالف أمري‏,‏ ومن تشبه بقوم فهو منهم‏)‏ ولهذا
قال تعالي:‏ (‏ فيه بأس شديد‏)‏ يعني السلاح كالسيوف والحراب والسنان
ونحوها‏(‏ ومنافع للناس‏)‏ أي في معايشهم كالسكة والفأس والمنشار والآلات
التي يستعان بها في الحراثة والحياكة والطبخ وغير ذلك‏..‏ وقوله تعالي‏(‏
وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب‏)‏ أي من نيته في حمل السلاح نصرة لله
ورسوله‏(‏ إن الله قوي عزيز‏)‏ أي هو قوي عزيز ينصر من نصره من غير احتىاج
منه إلي الناس‏,‏ وإنما شرع الجهاد ليبلو بعضكم ببعض‏.‏

وذكر صاحبا
تفسير الجلالين‏(‏ رحمهما الله‏)‏ في تفسير هذه الآية الكريمة مانصه‏:‏ لقد
أرسلنا رسلنا الملائكة إلي الأنبياء‏(‏ بالبينات‏)‏ بالحجج القواطع‏(‏
وأنزلنا معهم الكتاب‏)‏ بمعني الكتب ـو‏(‏الميزان‏)‏ العدل‏,(‏ ليقوم الناس
بالقسط‏(‏ وأنزلنا الحديد‏)‏ أي أنشأناه‏,‏ وخلقناه‏,‏ لقوله تعالي‏(‏
وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج‏)‏ أي خلق‏,‏ وقيل‏:‏ أخرجناه من
المعادن‏,(‏ فيه بأس شديد‏)‏ يعني السلاح‏,‏ يقاتل به من أبي الحق وعانده
بعد قيام الحجة عليه‏,(‏ ومنافع للناس‏)‏ في معايشهم كالفأس والمنشار وسائر
الأدوات والآلات‏,(‏ وليعلم الله‏)‏ علم مشاهدة‏,‏ معطوف علي‏(‏ ليقوم
الناس‏)(‏ من ينصره‏)‏ بأن ينصر دينه بآلات الحرب من الحديد وغيره‏(‏ ورسله
بالغيب‏)‏ حال من هاء‏(‏ ينصره‏)‏ أي غائبا عنهم في الدنيا‏,‏ قال ابن
عباس‏:‏ ينصرونه ولايبصرونه‏(‏ إن الله قوي عزيز‏)‏ لاحاجة له إلي النصرة
لكنها تنفع من يأتي بها‏.‏

وذكر صاحب الظلال‏(‏ رحمه الله رحمة
واسعة‏):‏ وفي النهاية يجيء المقطع الأخير في السورة‏,‏ يعرض باختصار خط
سير الرسالة‏,‏ وتاريخ هذه العقيدة من لدن نوح وإبراهيم‏,‏ مقررا حقيقتها
وغايتها في دنيا الناس‏,‏ ملما بحال أهل الكتاب‏,‏ وأتباع عيسي ـ عليه
السلام ـ بصفة خاصة‏..‏ فالرسالة واحدة في جوهرها‏,‏ جاء بها الرسل ومعهم
البينات عليها‏,‏ ومعظمهم جاء بالبينات الخوارق‏..‏ والنص يقول‏:‏ (وأنزلنا
معهم الكتاب‏)‏ بوصفهم وحدة‏,‏ وبوصف الكتاب وحدة كذلك‏,‏ إشارة إلي وحدة
الرسالة في جوهرها‏.‏

‏(‏والميزان‏)..‏ مع الكتاب‏,‏ فكل الرسالات
جاءت لتقر في الأرض‏,‏ وفي حياة الناس ميزانا ثابتا ترجع إليه البشرية‏..‏
ميزانا لايحابي أحدا لأنه يزن بالحق الإلهي للجميع‏,‏ ولايحيف علي أحد لأن
الله رب الجميع‏.‏

فلابد من ميزان ثابت يثوب إليه البشر‏..(‏ ليقوم الناس بالقسط‏)!‏

‏(‏
وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس‏,‏ وليعلم الله من ينصره‏,‏
ورسله بالغيب‏)‏ والتعبير بـ‏(‏ أنزلنا الحديد‏)‏ كالتعبير في موضع آخر
بقوله تعالي‏(‏ وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج‏)‏ كلاهما يشير إلي
إرادة الله وتقديره في خلق الأشياء والأحداث‏...‏ أنزل الله الحديد‏(‏ فيه
بأس شديد‏)‏ وهو قوة الحرب والسلم‏(‏ ومنافع للناس‏)‏ وتكاد حضارة البشر
القائمة الآن تقوم علي الحديد‏(‏ وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب‏)‏ وهي
إشارة إلي الجهاد بالسلاح‏,‏ تجيء في موضعها من السورة التي تتحدث عن بذل
النفس والمال‏.‏

ولما تحدث عن الذين ينصرون الله ورسله بالغيب‏,‏
عقب علي هذا بإيضاح معني نصرهم لله ورسله‏,‏ فهو نصر لمنهجه ودعوته‏,‏ أما
الله سبحانه فلا يحتاج منهم إلي نصر‏:‏ إن الله قوي عزيز‏..‏

وذكر
صاحب ـ‏(‏صفوة البيان لمعاني القرآن‏):..‏ و‏(‏أنزلنا الحديد‏)‏ أي خلقناه
لكم‏,‏ كقوله تعالي‏(‏ وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج‏)‏ أي هيأناه
لكم‏,‏ وأنعمنا به عليكم‏,‏ وعلمناكم استخراجه من الأرض وصنعته
بإلهامنا‏,(‏ فيه بأس شديد‏)‏ أي فيه قوة وشدة‏,‏ فمنه جنة وسلاح‏,‏ وآلات
للحرب وغيرها‏,‏ وفي الآية إشارة إلي احتىاج الكتاب والميزان إلي القائم
بالسيف‏,‏ ليحصل القيام بالقسط‏,(‏ ومنافع للناس‏)‏ في معاشهم ومصالحهم‏,‏
وما من صنعة إلا والحديد آلتها‏,‏ كما هو مشاهد‏,‏ فالمنة به عظمي‏...‏

وقال
صاحب‏(‏ صفوة التفاسير‏)‏ (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد)‏ أي وخلقنا
وأوجدنا الحديد فيه باس شديد‏,‏ لأن آلات الحرب تتخذ منه‏,‏ كالدروع
والرماح والتروس والدبابات وغير ذلك ومنافع للناس أي وفيه منافع كثيرة
للناس كسكك الحراثة والسكين والفأس وغير ذلك‏,‏ وما من صناعة إلا والحديد
آلة فيها‏,‏ قال أبوحيان‏:‏ وعبر تعالي عن إيجاده بالإنزال كما قال‏ :‏
(وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج‏)‏ لأن الأوامر وجميع القضايا والأحكام
لما كانت تلقي من السماء جعل الكل نزولا منها‏,‏ وأراد بالحديد جنسه من
المعادن قاله الجمهور‏.‏

وذكر أصحاب‏(‏ المنتخب في تفسير القرآن
الكريم‏)‏ مانصه‏:‏ لقد أرسلنا رسلنا الذين اصطفيناهم بالمعجزات القاطعة‏,‏
وأنزلنا معهم الكتب المتضمنة للأحكام وشرائع الدين والميزان الذي يحقق
الإنصاف في التعامل‏,‏ ليتعامل الناس فيما بينهم بالعدل‏,‏ وخلقنا الحديد
فيه عذاب شديد في الحرب‏,‏ ومنافع للناس في السلم‏,‏ يستغلونه في
التصنيع‏,‏ لينتفعوا به في مصالحهم ومعايشهم‏,‏ وليعلم الله من ينصر
دينه‏,‏ وينصر رسله غائبا عنهم إن الله قادربذاته‏,‏ لايفتقر إلي عون
أحد‏.‏

وجاءوا في الهامش ببعض من صفات الحديد وفوائده‏.‏



حديد الأرض في العلوم الكونية:
بينما
لاتتعدي نسبة الحديد في شمسنا‏0.0037%‏ فإن نسبته في التركيب الكيميائي
لأرضنا تصل إلي‏35,9%‏ من مجموع كتلة الأرض المقدرة بحوالي ستة آلاف مليون
مليون مليون طن‏,‏ وعلي ذلك فإن كمية الحديد في الأرض تقدر بأكثر من ألفي
مليون مليون مليون طنا‏,‏ ويتركز الحديد في قلب الأرض‏,‏ أو مايعرف باسم لب
الأرض‏,‏ وتصل نسبة الحديد فيه إلي‏90%‏ ونسبة النيكل‏(‏ وهو من مجموعة
الحديد‏)‏ إلي‏9%‏ وتتناقص نسبة الحديد من لب الأرض إلي الخارج باستمرار
حتى تصل إلي‏5,6%‏ في قشرة الأرض‏.‏

وإلي أواخر الخمسينيات من القرن
العشرين لم يكن لأحد من العلماء إمكانية التصور‏(‏ ولو من قبيل التخيل‏)‏
أن هذا القدر الهائل من الحديد قد أنزل إلي الأرض من السماء إنزالا
حقيقيا‏!!‏

كيف أنزل؟ وكيف تسني له اختراق الغلاف الصخري للأرض بهذه
الكميات المذهلة؟ وكيف أمكنه الاستمرار في التحرك بداخل الأرض حتى وصل إلي
لبها؟ وكيف شكل كلا من لب الأرض الصلب ولبها السائل علي هيئة كرة ضخمة من
الحديد والنيكل يحيط بها وشاح منصهر من نفس التركيب‏,‏ ثم أخذت نسبته في
التناقص باستمرار في اتجاه قشرة الأرض الصلبة؟

لذلك لجأ كل المفسرين
للآية الكريمة التي نحن بصددها إلي تفسير‏(‏ وأنزلنا الحديد‏)‏ بمعني
الخلق والإيجاد والتقدير والتسخير‏,‏ لأنه لما كانت أوامر الله تعالي
وأحكامه تلقي من السماء إلي الأرض جعل الكل نزولا منها‏,‏ وهو صحيح‏,‏ ولكن
في أواخر القرن العشرين ثبت لعلماء الفلك والفيزياء‏,‏ الفلكية أن الحديد
لايتكون في الجزء المدرك من الكون إلا في مراحل محددة من حياة النجوم تسمي
بالعماليق الحمر‏,‏ والعماليق العظام‏,‏ والتي بعد أن يتحول لبها بالكامل
إلي حديد تنفجر علي هيئة المستعرات العظام‏,‏ وبانفجارها تتناثر مكوناتها
بما فيها الحديد في صفحة الكون فيدخل هذا الحديد بتقدير من الله في مجال
جاذبية أجرام سماوية تحتاج إليه مثل أرضنا الابتدائية التي وصلها الحديد
الكوني‏,‏ وهي كومة من الرماد فاندفع إلي قلب تلك الكومة بحكم كثافته
العالية وسرعته المندفع بها فانصهر بحرارة الاستقرار في قلب الأرض
وصهرها‏,‏ ومايزها إلي سبع أرضين‏!!‏ وبهذا ثبت أن الحديد في أرضنا‏,‏ بل
في مجموعتنا الشمسية بالكامل قد أنزل إليها إنزالا حقيقيا‏.‏



أولا‏:‏ إنزال الحديد من السماء :
في
دراسة لتوزيع العناصر المختلفة في الجزء المدرك من الكون لوحظ أن غاز
الإيدروجين هو أكثر العناصر شيوعا إذ يكون أكثر من‏74%‏ من مادة الكون
المنظور‏,‏ ويليه في الكثرة غاز الهيليوم الذي يكون حوالي‏24%‏ من مادة
الكون المنظور‏,‏ وأن هذين الغازين وهما يمثلان أخف العناصر وأبسطها بناء
يكونان معا أكثر من‏98%‏ من مادة الجزء المدرك من الكون‏,‏ بينما باقي
العناصر المعروفة لنا وهي‏(103)‏ عناصر تكون مجتمعة أقل من‏2%‏ من مادة
الكون المنظور‏,‏وقد أدت هذه الملاحظة إلي الاستنتاج المنطقي أن أنوية غاز
الإيدروجين هي لبنات بناء جميع العناصر المعروفة لنا وأنها جميعا قد تخلقت
باندماج أنوية هذا الغاز البسيط مع بعضها البعض في داخل النجوم بعملية تعرف
باسم عملية الاندماج النووي تنطلق منها كميات هائلة من الحرارة‏,.‏ وتتم
بتسلسل من أخف العناصر إلي أعلاها وزنا ذريا وتعقيدا في البناء‏.‏

فشمسنا
تتكون أساسا من غاز الإيدروجين الذي تندمج أنويته مع بعضها البعض لتكون
غاز الهيليوم وتنطلق طاقة هائلة تبلغ عشرة ملايين درجة مئوية‏,‏ ويتحكم في
هذا التفاعل‏(‏ بقدرة الخالق العظيم‏)‏ عاملان هما زيادة نسبة غاز الهيليوم
المتخلق بالتدريج‏,‏ وتمدد الشمس بالارتفاع المطرد في درجة حرارة لبها‏,‏
وباستمرار هذه العملية تزداد درجة الحرارة في داخل الشمس تدريجيا‏,‏
وبازديادها ينتقل التفاعل إلي المرحلة التالية التي تندمج فيها نوي ذرات
الهيليوم مع بعضها البعض منتجة نوي ذرات الكربون‏12,‏ ثم الأوكسجين‏16‏ ثم
النيون‏20,‏ وهكذا‏.‏

وفي نجم عادي مثل شمسنا التي تقدر درجة حرارة
سطحها بحوالي ستة آلاف درجة مئوية‏,‏ وتزداد هذه الحرارة تدريجيا في اتجاه
مركز الشمس حتى تصل إلي حوالي‏15‏ مليون درجة مئوية‏,‏ يقدر علماء الفيزياء
الفلكية أنه بتحول نصف كمية الإيدروجين الشمسي تقريبا إلي الهيليوم فإن
درجة الحرارة في لب الشمس ستصل إلي مائة مليون درجة مئوية‏,‏ مما يدفع بنوي
ذرات الهيليوم المتخلقة إلي الاندماج في المراحل التالية من عملية
الاندماج النووي مكونة عناصر أعلي في وزنها الذري مثل الكربون ومطلقة كما
أعلي من الطاقة‏,‏ ويقدر العلماء أنه عندما تصل درجة حرارة لب الشمس إلي
ستمائة مليون درجة مئوية يتحول الكربون إلي صوديوم ومغنيسيوم ونيون‏,‏ ثم
تنتج عمليات الاندماج النووي التالية عناصر الألومنيوم‏,‏ والسيليكون‏,‏
والكبريت والفوسفور‏,‏ والكلور‏,‏ والأرجون‏,‏ والبوتاسيوم‏,‏ والكالسيوم
علي التوالي‏,‏ مع ارتفاع مطرد في درجة الحرارة حتى تصل إلي ألفي مليون
درجة مئوية حين يتحول لب النجم إلي مجموعات التيتانيوم‏,‏ والفاناديوم‏,‏
والكروم‏,‏ والمنجنيز والحديد‏(‏ الحديد والكوبالت والنيكل‏)‏ ولما كان
تخليق هذه العناصر يحتاج إلي درجات حرارة مرتفعة جدا لاتتوافر إلا في مراحل
خاصة من مراحل حياة النجوم تعرف باسم العماليق الحمر والعماليق العظام وهي
مراحل توهج شديد في حياة النجوم‏,‏ فإنها لاتتم في كل نجم من نجوم
السماء‏,‏ ولكن حين يتحول لب النجم إلي الحديد فانه يستهلك طاقة النجم بدلا
من إضافة مزيد من الطاقة إليه‏,‏ وذلك لأن نواة ذرة الحديد هي أشد نوي
العناصر تماسكا‏,‏ وهنا ينفجر النجم علي هيئة مايسمي باسم المستعر الأعظم
من النمط الأول أو الثاني حسب الكتلة الابتدائية للنجم‏,‏ وتتناثر أشلاء
النجم المنفجر في صفحة السماء لتدخل في نطاق جاذبية أجرام سماوية تحتاج إلي
هذا الحديد‏,‏ تماما كما تصل النيازك الحديدية إلي أرضنا بملايين الأطنان
في كل عام‏.‏

ولما كانت نسبة الحديد في شمسنا لاتتعدي‏0.0037%‏ من
كتلتها وهي أقل بكثير من نسبة الحديد في كل من الأرض والنيازك الحديدية
التي تصل إليها من فسحة الكون‏,‏ ولما كانت درجة حرارة لب الشمس لم تصل بعد
إلي الحد الذي يمكنها من انتاج السيليكون‏,‏ أو المغنيسيوم‏,‏ فضلا عن
الحديد‏,‏ كان من البديهي استنتاج أن كلا من الأرض والشمس قد استمد ما به
من حديد من مصدر خارجي عنه في فسحة الكون‏,‏ وأن أرضنا حينما انفصلت عن
الشمس لم تكن سوي كومة من الرماد المكون من العناصر الخفيفة‏,‏ ثم رجمت هذه
الكومة بوابل من النيازك الحديدية التي انطلقت إليها من السماء فاستقرت في
لبها بفضل كثافتها العالية وسرعاتها الكونية فانصهرت بحرارة الاستقرار‏,‏
وصهرت كومة الرماد ومايزنها إلي سبع أرضين‏:‏ لب صلب علي هيئة كرة ضخمة من
الحديد‏(90%)‏ والنيكل‏(9%)‏ وبعض العناصر الخفيفة من مثل الكبريت‏,‏
والفوسفور‏,‏ والكربون‏(1%)‏ يليه إلي الخارج‏,‏ لب سائل له نفس التركيب
الكيميائي تقريبا‏,‏ ويكون لب الأرض الصلب والسائل معا حوالي‏31%‏ من مجموع
كتلة الأرض‏,‏ ويلي لب الأرض إلي الخارج وشاح الأرض المكون من ثلاثة
نطق‏,‏ ثم الغلاف الصخري للأرض‏,‏ وهو مكون من نطاقين‏,‏ وتتناقص نسبة
الحديد من لب الأرض إلي الخارج باستمرار حتى تصل إلي‏5,6%‏ في قشرة الأرض
وهي النطاق الخارجي من غلاف الأرض الصخري‏.‏

من هنا ساد الاعتقاد
بأن الحديد الموجود في الأرض والذي يشكل‏35,9%‏ من كتلتها لابد وأنه قد
تكون في داخل عدد من النجوم المستعرة من مثل العماليق الحمر‏,‏ والعماليق
العظام والتي انفجرت علي هيئة المستعرات العظام فتناثرت أشلاؤها في صفحة
الكون ونزلت إلي الأرض علي هيئة وابل من النيازك الحديدية‏,‏ وبذلك أصبح من
الثابت علميا أن حديد الأرض قد أنزل إليها من السماء‏,‏ وأن الحديد في
مجموعتنا الشمسية كلها قد أنزل كذلك إليها من السماء‏,‏ وهي حقيقة لم يتوصل
العلماء إلي فهمها إلا في أواخر الخمسينيات‏,‏ من القرن العشرين‏,‏ وقد
جاء ذكرها في سورة الحديد‏,‏ ولايمكن لعاقل أن يتصور ورودها في القرآن
الكريم الذي أنزل منذ أكثر من أربعة عشر قرنا علي نبي أمي‏(‏ صلي الله عليه
وسلم‏)‏ وفي أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين‏,‏ يمكن أن يكون له من
مصدر غير الله الخالق الذي أنزل هذا القرآن بعلمه‏,‏ وأورد فيه مثل هذه
الحقائق الكونية لتكون شاهدة إلي قيام الساعة بأن القرآن الكريم كلام الله
الخالق‏,‏ وأن سيدنا محمدا‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ما كان ينطق عن
الهوي‏(‏ إن هو إلا وحي يوحي‏*‏ علمه شديد القوي‏.‏
ثانيا‏:‏ البأس الشديد للحديد :
الحديد
عنصر فلزي عرفه القدماء‏,‏ فيما عرفوا من الفلزات من مثل الذهب‏,‏
والفضة‏,‏ والنحاس‏,‏ والرصاص‏,‏ والقصدير والزئبق‏,‏ وهو أكثر العناصر
انتشارا في الأرض‏(35,9%)‏ ويوجد أساسا في هيئة مركبات الحديد من مثل
أكاسيد‏,‏ وكربونات‏,‏ وكبر يتيدات‏,‏ وكبريتات وسيليكات ذلك العنصر‏,‏
ولايوجد علي هيئة الحديد النقي إلا في النيازك الحديدية وفي جوف الأرض‏.‏

والحديد
عنصر فلزي شديد البأس‏,‏ وهو أكثر العناصر ثباتا وذلك لشدة تماسك مكونات
النواة في ذرته التي تتكون من ستة وعشرين بروتونا‏,‏ وثلاثين نيوترونا‏,‏
وستة وعشرين إليكترونا‏,‏ ولذلك تمتلك نواة ذرة الحديد أعلي قدر من طاقة
التماسك بين جميع نوي العناصر الأخرى‏,‏ ولذا فهي تحتاج إلي كميات هائلة من
الطاقة لتفتيتها أو للإضافة إليها‏.‏

ويتميز الحديد وسبائكه
المختلفة بين جميع العناصر والسبائك المعروفة بأعلي قدر من الخصائص
المغناطيسية‏,‏ والمرونة‏(‏ القابلية للطرق والسحب وللتشكل‏)‏ والمقاومة
للحرارة ولعوامل التعرية الجوية‏,‏ فالحديد لاينصهر قبل درجة‏1536‏
مئوية‏,‏ ويغلي عند درجة‏3023‏ درجة مئوية تحت الضغط الجوي العادي عند سطح
البحر‏,‏ وتبلغ كثافة الحديد‏7,874‏ جرام للسنتيمتر المكعب عند درجة حرارة
الصفر المطلق‏.‏



ثالثا‏:‏ منافع الحديد للناس :
للحديد
منافع جمة وفوائد أساسية لجعل الأرض صالحة للعمران بتقدير من الله‏,‏
ولبناء اللبنات الأساسية للحياة التي خلقها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ فكمية
الحديد الهائلة في كل من لب الأرض الصلب‏,‏ ولبها السائل تلعب دورا مهما في
توليد المجال المغناطيسي للأرض‏,‏ وهذا المجال هو الذي يمسك بكل من الغلاف
الغازي والمائي والحيوي للأرض‏,‏ وغلاف الأرض الغازي يحميها من الأشعة
والجسيمات الكونية ومن العديد من أشعات الشمس الضارة‏,‏ ومن ملايين الأطنان
من النيازك‏,‏ ويساعد علي ضبط العديد من العمليات الأرضية المهمة من مثل
دورة كل من الماء‏,‏ والأوكسجين‏,‏ وثاني أكسيد الكربون‏,‏ والأوزون وغيرها
من العمليات اللازمة لجعل الأرض كوكبا صالحا للعمران‏.‏

والحديد
لازمة من لوازم بناء الخلية الحية في كل من النبات والحيوان والانسان إذ
تدخل مركبات الحديد في تكوين المادة الخضراء في النباتات‏(‏ الكلوروفيل‏)‏
وهو المكون الأساسي للبلاستيدات الخضراء التي تقوم بعملية التمثيل الضوئي
اللازمة لنمو النباتات‏,‏ ولانتاج الأنسجة النباتية المختلفة من مثل
الأوراق والأزهار‏,‏ والبذور والثمار والتي عن طريقها يدخل الحديد إلي
أنسجة ودماء كل من الانسان والحيوان‏,‏ وعملية التمثيل الضوئي هي الوسيلة
الوحيدة لتحويل طاقة الشمس إلي روابط كيميائية تختزن في أجساد جميع
الكائنات الحية‏,‏ وتكون مصدرا لنشاطها أثناء حياتها‏,‏ وبعد تحلل أجساد
تلك الكائنات بمعزل عن الهواء تتحول إلي مختلف صور الطاقة المعروفة‏(‏
القش‏,‏ والحطب‏,‏ والفحم النباتي‏,‏ والفحم الحجري‏,‏ والغاز الفحمي
والنفط‏,‏ والغاز الطبيعي وغيرها‏),‏ والحديد يدخل في تركيب بروتينات نواة
الخلية الحية الموجودة في المادة الحاملة للشفرة الوراثية للخلية‏(‏
الصبغيات‏)‏ كما يوجد في سوائل الجسم المختلفة‏,‏ وهو أحد مكونات
الهيموجلوبين وهي المادة الأساسية في كرات الدم الحمراء‏,‏ ويقوم الحديد
بدور مهم في عملية الاحتراق الداخلي للأنسجة والتمثيل الحيوي بها‏.‏ ويوجد
في كل من الكبد‏,‏ والطحال والكلي‏,‏ والعضلات والنخاع الأحمر‏,‏ ويحتاج
الكائن الحي إلي قدر محدد من الحديد إذا نقص تعرض للكثير من الأمراض التي
أوضحها فقر الدم والحديد عصب الصناعات المدنية والعسكرية فلا تكاد صناعة
معدنية أن تقوم في غيبة الحديد‏.‏
العلاقة بين رقم سورة الحديد في المصحف الشريف ورقم الآية في السورة بكل من الوزن الذري والعدد الذري للحديد علي التوالي
للحديد ثلاثة نظائر يقدر وزنها الذري بحوالي‏57,56,54‏ ولكن أكثرها انتشارا هو النظير الذي يحمل الوزن الذري‏56(55,847).‏

ومن
الغريب أن رقم سورة الحديد في المصحف الشريف هو‏57,‏ وهو يتفق مع الوزن
الذري لأحد نظائر الحديد‏,‏ ولكن القرآن الكريم يخاطب المصطفي‏(‏ صلي الله
عليه وسلم‏)‏ في سورة الحجر بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم‏(‏ الحجر‏:87)‏

وواضح
من هذه الآية الكريمة أن القرآن الكريم بنصه يفصل فاتحة الكتاب عن بقية
القرآن الكريم‏,‏ وبذلك يصبح رقم سورة الحديد‏(56)‏ وهو الوزن الذري لأكثر
نظائر الحديد شيوعا في الأرض‏,‏ كذلك وصف سورة الفاتحة بالسبع المثاني
وآياتها ست يؤكد أن البسملة آية منها‏(‏ ومن كل سورة من سور القرآن الكريم
ذكرت في مقدمتها‏,‏ وقد ذكرت في مقدمة كل سور القرآن الكريم ماعدا سورة‏(‏
التوبة‏)‏ وعلي ذلك فإذا أضفنا البسملة في مطلع سورة الحديد إلي رقم آية
الحديد وهو‏(25)‏ أصبح رقم الآية‏(26)‏ وهو نفس العدد الذري للحديد‏,‏
ولايمكن أن يكون هذا التوافق الدقيق قد جاء بمحض المصادفة لأنها لايمكن أن
تؤدي إلي هذا التوافق المبهر في دقته‏,‏ وصدق الله العظيم ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
SWEETYLOVE
THE PRINCE
THE PRINCE
SWEETYLOVE


البلد : مصر

نوع المتصفح : firefox

مزاجى : فرحان

الهواية : السباحة

المهنة : طالب
ذكر القوس النمر
عدد المساهمات : 1090
نقاط : 22021161
السٌّمعَة : 6
تاريخ الميلاد : 02/12/1998
تاريخ التسجيل : 15/04/2012
العمر : 25
الموقع : https://friendscool.yoo7.com
العمل/الترفيه : تطوير المنتدى

صور جمالية ... تأمل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صور جمالية ... تأمل    صور جمالية ... تأمل  I_icon_minitimeالسبت يوليو 14, 2012 3:32 pm

شكرا على موضوعك الاكثر من رائع

وبارك الله فيك

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://friendscool.yoo7.com
 
صور جمالية ... تأمل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات فريندز كول :: المنتدى العام :: المنتدى العام :: المنتديات العامة :: القسم الاسلامي-
انتقل الى: